أخر الاخبار

مخطوطات أوروبا في العصور الوسطى

 



قبل إختراع آلة الطباعة في ألمانيا في القرن الخامس عشر الميلادي، كانت النصوص والكتب تُنسخ يدوياً وكان هذا الأسلوب الوحيد لحفظ المعرفة ونقلها، تم تطوير المخطوطات بطرق حرفية مع مرور الوقت. تعتبر المخطوطات القديمة ومخطوطات العصور الوسطى، من ناحية، ذات قيمة كشاهد على النصوص التي تحتويها، ومن ناحية أخرى تعتبر قطعاً أثرية وفنية فريدة بسبب تركيبها المادي وشكلها.

صورة ناسخ أثناء العمل ينسخ فيها كتاباً مخطوطاً☝️

صورة ناسخ آخر يبدو وكأنه يعمل على قطعة كبيرة من الرق المطوي☝️

كتب مخطوطة
تعتبر الكتب المخطوطة أسلاف الكتب المطبوعة، ونوعاً من المخطوطات المصنوعة عن طريق ربط سلسلة من الصفحات المطوية معاً، والمعروفة بالكتب المجمعة.
وفي أوائل العصور الوسطى، كانت تُصنع المخطوطات من الرقوق (جلد الحيوانات)؛ ومنذ القرن الثالث عشر الميلادي بدأ إستخدام الورق مع الرق، وبحلول العصور اللاحقة كان من المعتاد أن تكون الكتب مصنوعة بالكامل من الورق.
كان التعامل مع تنسيق كتاب المخطوطة أسهل بكثير من التعامل مع لفائف البردي المستخدمة في العصور القديمة: حيث إذا كنت تريد قراءة نص، أو تحديد موقع فقرة معينة، فلن تحتاج إلى فتحه ثم لفه مرة أخرى، والكتب المخطوطة كانت أكثر ثباتاً من لفائف البردي، ويمكن أن تستوعب كمية أكبر من النص، وأسهل في النقل.


الإنتاج والحفظ

في أوائل العصور الوسطى، كانت المخطوطات تُنتج بشكل أساسي في الأديرة والكنائس؛ كانت المدارس الكاتدرائية مسؤولة عن التعليم الفكري-مما أدى إلى دور مدارس البلاغة في الإمبراطورية الرومانية-وهي المهمة التي تولتها الأديرة فيما بعد. أدرج الرهبان البينديكتين نسخ المخطوطات في عملهم المعتاد، مدفوعين جزئياً بالحاجة إلى توفير النصوص الأساسية لتطوير حياتهم الروحية. لقد نسخوا الطقوس الكتابية والطقوسية، بالإضافة إلى أعمال آباء الكنيسة، والكتابات القانونية، وبعض النصوص العلمانية، بما في ذلك الأعمال المتعلقة بقانون العلاقات المدنية، والقواعد، والمعاجم، والنصوص اللاتينية للمؤلفين الكلاسيكيين مثل (تيرينس، وفيرجيل، وأوفيد، الخ) من أجل صقل مهاراتهم اللاتينية.
ولعمل نسخ المخطوطات هذهِ كان لدى الأديرة غرفة تُعرف بأسم "غرفة النسخ" حيث ينسخ الناسخون (المعروفون أيضاً بأسم الكتبة) من نص سابق أو يتبعون إملاء القارئ (مما يعني أنه يمكنهم عمل أكبر عدد ممكن من النسخ هناك)، وفي أوائل العصور الوسطى كان بعض النساخ فنانين حقيقيين، بالإضافة إلى نسخ النص أضافوا أيضاً الزخارف المختلفة: وتشمل الزخرفة (ألوان وزخارف) والمنمنمات (الأشكال والرسوم التوضيحية) التي كانت تصاحب العناوين أحياناً، وكذلك العنوان، والأحرف الكبيرة، والحدود، والمقالات القصيرة، والأفاريز، وما إلى ذلك.
وفي وقت لاحق تم تقسيم هذهِ المهام وتنفيذها من قبل عدة أشخاص: فالناسخ (خبير في الخط) ويترك مساحات فارغة لرسام المنمنمات والمزخرف ومصمم الحروف الذهبية وفقاً لمستوى الزخرفة المخطط لها، وبعد إكمال عملية النسخ يتم تجليد المخطوطة، حيث تم إستخدام مجموعة متنوعة من المواد مثل (الجلد والخشب).


هذهِ أمثلة على أدوات الكتابة في تلك العصور: وهي الريشات وقلم القصب.

إعداد المرمم الوقائي:
من قسم المخطوطات في كلية الآثار_جامعة الكوفة
ومسؤول قسم المخطوطات التأريخية في المنظمة
سيف الدين علي حنون.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-