بسمه تعالى
يمتلك العراق إرث هائل من المخطوطات موزعة في مختلف المحافظات، منها ملك للمؤسسات الحكومية، وأخرى للمؤسسات غير الحكومية، ومنها ماهو ملك خاص.
وتعتبر المخطوطات هي " ممثل للهوية الوطنية" للأفراد، لذلك لابد المحافظة عليها والإعتناء بها وبذل الجهد للإحاطة بكل مايدور حولها وعلى ذلك أصبح لدى الجهات المسؤولة قرار بأتخاذ خطوة أكاديمية في هذا الإختصاص "لأهميته" من أجل صنع أشخاص ذو معرفة وخبرة في المجال لمعرفة كيف يتم التعامل مع المخطوطات بصورة علمية وصحيحة من دون التسبب بأي ضرر لها، فكانت بذرة القرار الأولى هي كالآتي:
فتح قسم يعتني بدراسة المخطوطات في كلية الآثار_جامعة الموصل ولكن بسبب ماتعرضت لهُ الجامعة في أحداث عام 2014 وشحة الطلبة الوافدين لهذا القسم تم غلقهُ في الكلية.
وفي عام 2017 وكما ذكرنا سابقاً بسبب أهمية المجال والغاية الملحوظة من الإعتناء رأت عمادة كلية الآثار_جامعة الكوفة بأن تُعيد فتح هذا القسم في كليتُها بسبب الحاجة الماسة للإختصاص ومالهُ من دور فعال في إنقاذ الإرث الثقافي المخطوط ويعتبر القسم هو الوحيد في العراق أكاديمياً والموجود في كلية الآثار_جامعة الكوفة.
فتم فتح القسم وبعنوان "قسم المخطوطات والوثائق التأريخية" وتم وضع مناهج علمية مدروسة للإختصاص وتطمح الكلية بأن تُخّرج طلبة مختصين ذو خبرة في هذا المجال والتركيز الأساسي كان لها على الفرعين المهمين اللذان يمسان المخطوطات بصورة مباشرة وهما:-
١-الصيانة والترميم.
٢-التحقيق.
وقد يطول الشرح على كل فرع ولكن بأختصار ومفهوم بسيط هو كالآتي:-
* الصيانة والترميم: هي تعتني بمعالجة ماسببه الإنسان والزمن من أمور الأضرار والتلف للمخطوطات، فتدرس بصورة علمية المسببات والمعالجة وحتى المحافظة بسبب مابعد الترميم يحتاج المخطوط إلى بيئة مناسبة للمحافظة عليه حتى لا تعود لهُ الأضرار.
* التحقيق: أما هذا الفرع هو يهتم بكل مايدور في متن المخطوط من العنوان والمؤلف والناسخ وسنة التأليف إلى المحتوى إلى الأشياء التي يتعرض لها النص من تصحيف وتحريف الخ من الأمور.
أما عن وجود قسم "المخطوطات التأريخية" في "منظمة رياض النجاح للتنمية المستدامة والشباب"
فيعود ذلك لنفس الأسباب وبعد أقتراح الأمر بفتح هذا القسم على مدير المنظمة "المحامي حسين كاظم" وتوضيح مايمثلهُ القسم ومالهُ من أهمية بسبب تعتبر المنظمات هي الوسيلة لتسهيل وإيصال الثقافات للناس لما لها من دور فعال، فعند إطلاع المدير على الأمر ومالهُ من طموح ورؤية واسعة في الحفاظ على "التراث الوطني المخطوط" فقرر فتح القسم وإعتمادهُ كقسم رسمي في المنظمة وذلك من أجل إيصال ثقافة هذا المجال حتى ولو بشيء قليل إلى الناس، وسيتم ذلك من خلال التعاون مع الجهات المختصة والأساتذة العاملين في هذا المجال و "طلبة القسم في الكلية" متمثل هذا التعاون بإقامة المحاضرات والدورات الإلكترونية والحضورية إن أمكن ونشر المقالات التي تحيط بهذا المجال.
وآخراً قد يطول الحديث ويعتصر القلب لقصوري وعدم إيفاء كلامي المكتوب عن هذا المجال الواسع الذي قد يكون مظلوم في بلدنا الحبيب رغم الأهمية البالغة التي يمتلكُها، لكن يبقى وجود الأمل وطموح أساتذة الكلية المختصين في هذا المجال والطلبة الرائدين فيه وكادر القسم في المنظمة بأن يضعوا بصمة حقيقية وواضحة وإيصال للناس ماتمثل المخطوطات وماتحمل في بواطنها من جمال يستحق الثناء وعلم مهم يحتاجهُ كل باحث ومهتم.
ولله الحمد
إعداد المرمم الوقائي:
من قسم المخطوطات في كلية الآثار_جامعة الكوفة
ومسؤول قسم المخطوطات التأريخية في المنظمة
سيف الدين علي حنون