تمت كتابته بواسطة: حسن العُقيلي
أليكَ عزيزي القاريء ولنفسي أقول ...
إن جراحات الجسم يظهر أثرها فوراً وبشكل واضح ، إلا جراح المشاعر تكون في أعماق النفس و تختمر تفاعلاتها و تتأجج في قلب الإنسان ، أنهُ الانكسار الحقيقي والألم المُوجع ، ربما هذه الآلام تَحرِم الإنسان من لذة النوم والراحة بصورتها العامة ، ورد عن أبو عبد الله (عليه السلام) قال مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ ، لأن كسر المؤمن من أخيه المؤمن يكون
أشد إيلاماً، وأقسى وقعاً، ونتائجها أسوأ وأخطر. وقد تتحول إلى عقد متراكمة، وأحقاد مضطرمة، لذلك يقول الإمام علي (عليه السلام) : رُبّ كلام كالحسام ويقول: رُبّ كلام أنفذ من سهام ، ويقول: زلة اللسان أشدّ من جرح السنان ؛ ويقول أيضاً : طعن اللسان أمضى من طعن السنان» [١]
وقال الشاعر :
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
و لو خَيّرت أي إنسان بين جَرح جسمه أو جَرح مشاعره و كرامته، فمن المستحيل اختيار الاحتمال الثاني ، لأن مشاعر الإنسان رقيقة وشفافة تحتاج إلى دقة في المراعاة والاحترام
قال نبينا (صلى الله عليه واله) : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»[٢] وعن أمير المؤمنين(عليه السلام)
المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده» [٣]
يقول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) : «اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، وأحبّ لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تُحب أن تُظلم، وأحسن كما تُحبّ أن يُحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس ما ترضى لهم منك»[٤]
هذا هو حال بعض البشر رغم صلابته وقوة بأسه الا انه يملك روحاً شفافه تُخدش من ابسط التفاصيل فانتبهوا لتعاملكم مع الاخرين فكسر الارواح لا يجبره شيء مهما طال الامد ...
______
[١]الآمدي غرر الحكم ودرر الكلم
[٢] الهندي كنز العمال ج1 ص149
[٣] نهج البلاغة ج ۱، ص ۸۰۳
[٤]الرضي نهج البلاغة كتاب31